-A +A
كتب: عبدالعزيز النهدي abdullazizNahdi@


لم يراوغ المرض، ولم يفر منه، كما فعل بالحراس والمدافعين في ستينات وسبعينات القرن الماضي، قبل أن يهدي شباك المرمى، كرة عليها إمضاء المهاجم العبقري. رحل جيرد مولر، ولي عهد عرش الكرة الألمانية، القيصر الصغير، الجالس بالقرب من القيصر الأكبر فرانز بيكنباور في ذاكرة المانشافت. رحل عن عمر 75 عاما، بعد صراع دام 6 أعوام بينه وبين الخرف وألزهايمر، كان يأكل بالقرب من لا شيء، ويستلقي على فراشه طوال اليوم، هكذا وصفت أيامه الأخيرة الصحافة الإنجليزية التي يبدو أنها لم تغفر له بعد الهدف الذهبي الذي أحرزه في مرمى إنجلترا في ربع نهائي مونديال كأس العالم 1970. مولر، الهداف التاريخي لبايرن ميونيخ برصيد 552 هدفاً في 607 مباراة، بينما بلغ إجمالي أهدافه خلال مسيرته كاملة، 711 هدفاً، في 780 مباراة، بقميص النادي والمنتخب. وسجل مولر 365 هدفا في 427 مباراة فقط في الدوري الألماني، بقميص بايرن ميونيخ، ولعب دورا قياديا رئيسيا في هيمنة بايرن على ألمانيا كل ألمانيا، وأوروبا قاطبة. حمل مولر لقب «دير بومبر» خلال مسيرته الكروية البديعة، وكان يُنظر إليه على أنه أحد أعظم المهاجمين الذين ركلوا الكرة على الإطلاق، بعد مساهمته التاريخية في تتويج منتخب بلاده بالفوز بكأس العالم 1974 ولقب يورو 1972. في عام 2015، تم تشخيص مولر بمرض ألزهايمر، عندما كان مدربا للفريق الثاني لبايرن ميونيخ، وكانت له معاناته الشخصية، من إدمانه الكحول، منذ اعتزاله 1982. ولد مولر في بافاريا في نوفمبر 1945، وبدأ مسيرته في فريقه المحلي نوردلينغن حيث سجل 51 هدفاً ساحرا في 31 مباراة بين عامي 1962 و1964. ثم انضم مولر إلى بايرن ميونيخ مقابل 2300 جنيه إسترليني وكان جزءًا من أحد أعظم أجيال النادي البافاري على الإطلاق إلى جانب زميله الأسطورة فرانز بيكنباور. انتقل إلى بايرن ميونيخ في يوليو 1964 ولعب دوراً رئيسياً في صعوده إلى الدوري الألماني في العام التالي، وسجل 39 هدفاً في موسم 1964-1965. في عامه الأول في دوري الدرجة الأولى الألماني، سجل 15 هدفاً في 33 مباراة - وهو أسوأ معدل له في مسيرته، لكن مولر عقبها أصبح هداف الدوري في 7 من المواسم الـ 14 التالية. وقاد المهاجم العبقري فريقه إلى أربعة ألقاب في الدوري الألماني وثلاثة ألقاب أوروبية، وكان أفضل موسم له هو موسم 1972-1973 عندما سجل 66 هدفاً مذهلاً في جميع المسابقات، وهو الرقم التاريخي الصامد الذي حطمه ليونيل ميسي في موسم 2011-2012 عندما سجل 68 هدفا خلال موسم واحد. ويعد مولر أكثر مهاجم في التاريخ إحرازاً للأهداف خلال عام ميلادي كامل، حيث سجل 85 هدفاً في سنة 1972، لكن ميسي أيضا قام بتحطيم رقمه عام 2012 حين أحرز 91 هدفا. ويعد رصيد أهداف مولر مع بايرن ميونخ البالغ 552 هدفاً، ضعف أي لاعب آخر في تاريخ النادي. وأنهى مولر الفائز بكأس العالم 1974 مسيرته بصفته الهداف التاريخي لألمانيا برصيد 68 هدفاً قبل أن يتجاوزه ميروسلاف كلوزه بـ 71 هدفاً. وجاء أهم أهداف مولر في نهائي كأس العالم 1974، عندما سجل هدف الفوز بأسلوب نموذجي مع تحول سريع لينتهي نهائي المونديال بفوز ألمانيا 2-1 على هولندا، وكانت آخر مباراة له مع منتخب ألمانيا الغربية. في أبريل 2019، تم إدخال مولر إلى قاعة مشاهير كرة القدم الألمانية، وقال يومئذ زميله السابق في بايرن ميونيخ وألمانيا بول برايتنر، الذي استلم الجائزة نيابة عن مولر: «قصة النجاح المذهلة لبايرن ميونيخ والمنتخب الألماني لن تكون متصورة من دون جيرد مولر». رئيس بايرن ميونيخ هربرت هاينر، قال إن يوم وفاة جيرد مولر «يوم حزين أسود بالنسبة لنادي بايرن ميونخ وكل جماهيره. كان جيرد مولر أعظم مهاجم على الإطلاق وشخص جيد وشخصية في عالم كرة القدم، نحن متحدون في حزن عميق. من دون جيرد مولر، لن يكون البايرن هو النادي الذي نحبه جميعاً اليوم، سيحيا اسمه وتبقى ذكراه إلى الأبد». وقال زميله السابق في الفريق وصديقه المقرب، قيصر كرة القدم، بيكنباور: «كل ما أصبح عليه بايرن يرجع إلى جيرد مولر وأهدافه». وقال أوليفر كان الرئيس التنفيذي لبايرن في بيان: «خبر وفاة جيرد مولر يؤثر علينا جميعاً بعمق. إنه أحد أعظم الأساطير في تاريخ بايرن ميونخ، وإنجازاته لا مثيل لها حتى يومنا هذا وسيظل إلى الأبد جزءًا من التاريخ الرائع لنادي بايرن ميونخ وكل كرة القدم الألمانية. كلاعب وكشخص، يقف جيرد مولر لا مثيل له في نادي بايرن ميونخ وتطوره ليصبح أحد أكبر الأندية في العالم. سيكون جيرد في قلوبنا إلى الأبد». بعد رحيله عن بايرن في 1979، قضى مولر فترة في فريق ميامي (فورت لودرديل سترايكرز)، حيث لعب جنباً إلى جنب مع أسطورة مانشستر يونايتد جورج بست، قبل أن ينهي مسيرته بعد ثلاث سنوات في الدوري الأمريكي.